شوكت كوركي: العراق في ملعب كرة قدم

المقاله تحت باب  منتخبات
في 
17/10/2010 06:00 AM
GMT



يأخذ السينمائي شوكت أمين كوركي (1973) وطنه العراق ويضعه في ملعب كرة قدم. ويمضي الفيلم تحت عنوانه «ضربة البداية» راصداً حياة سكان هذا الملعب الذي تحوّل إلى مخيم للاجئين. على هدى ثنائية ملعب/ مخيم، يحتشد الفيلم الذي يعرض ضمن «مهرجان بيروت السينمائي الدولي» BIFF، بمجازات تختزل عراق ما بعد الاحتلال الأميركي، من خلال قصة آسو وأخيه الذي فقد رجله بعد لحاقه بالكرة إلى حقل ألغام.
ضربة البداية في الفيلم فجائعية، سنعود إليها مع نهايته ونحن نكتشف مصير آسو. أما «كرة القدم» فهي الكلمة المفتاح في الفيلم كما كان عليه اسم الفتى في فيلم كوركي الروائي الأول «عبور التراب» (2006). إذ كان يُدعى صدام وكان يطلب مساعدة اثنين من قوات البشمركة بعد سقوط نظام صدام.
تتأسس شخصية آسو طيلة الشريط بما يجعله الباحث عن حياة طبيعة لا يفارقها الحب والفرح، كما هو نجاحه في نقل نهائيات كأس آسيا إلى أطفال المخيم. وتصبح فرحة فوز المنتخب العراقي على السعودي فسحة أمل وجيزة، ثم تأتي بعد ذلك رغبة آسو بتنظيم بطولة كروية بين أطفال المخيم. تنقسم الفرق إلى عربية وكردية وآشورية، ويسعى آسو مع رفيقه اللطيف والبدين لإعداد كل شيء. فيما تتراكم الديون على آسو بسبب إصراره على متابعة الصحف وشراء الكتب من البائع الذي يأتي كل يوم بسيارته المحمّلة بحاجيات أهل المخيم. كل مساعي آسو ستترافق أيضاً مع حبه البريء لجارته هيلن ونحن نراه متلعثماً وعاجزاً عن مصارحتها.
يُستدعى العراق اليوم إلى الملعب/ المخيم. وسرعان ما تمضي تلك الثنائية إلى أخرى تتمثّل في داخل المخيم/ وخارجه. أمان المخيم ليس إلا طارئاً وموقتاً، إذ إنّه ليس معزولاً عما يحيط به في الخارج سواء من انعدام الأمن أو من الفساد السياسي. وسط كل ذلك، تحضر أيضاً مكونات المخيم التي هي في النهاية مكوّنات العراق بأطيافه وأعراقه المختلفة. إصرار آسو على الحياة سيُحاصَر في النهاية بكل ما هو مضاد الحياة. والأمل الذي يسعى إلى اجتراحه سيجابه بكل ما يخمده. وسننسى بداية أنّ الموت، وليس إلا الموت، ما يربض خارج المخيم.
فيلم هذا السينمائي الذي ولد في كردستان العراق وترعرع في إيران، يستوقفنا عند مفردات مستثمرة بعناية لتقديم احتفالية بالحياة يقف كل شيء ضدها، ومخيم محاصر بالموت من كل الجهات. وأمام هذا الإصرار تمسي «ضربة البداية» مثل النهاية التي لا تميز بين عربي وكردي، فهناك من يركل بلداً بالإرهاب ولا يدع لكرة القدم أن تستقر في هدف.